الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الشبيه
The Garden of Persephone

الكاتبة : نان اشكويث
-----------------------------
الملخص
******
وشم الحب قلب ستاسي و عاشت مع الكيسيس قصة حب قصيرة انتهت بموت الزوج الحبيب , و اعتقدت ان حبها دفن معه الى الابد , اصرت ستاسي على رفض معونه عمها الطاغية الذي رفض مساعده ابنه و تخلى عنه , لكن ظروف ابنها لصحية تجبرها على قبول دعوه لزيارة مسقط رأس زوجها .تصل ستاسي الى اليونان … ارمله و صبية جميلة , فتلتقي بول حيث تتداخل الصور امام عينيها … ها هو ذا زوجها يظهر امامها لشدة شبهه بأخية بول , فهل تقع اسيرة الشبه و تحب بول ام ان ليديا خطيبة بول تنقلب الى نمرة تدافع عن حقوقها .هل يحب الانسان مرة ثانية ام يبقى اسير احب الاول ؟
---------------------------------
الفصل الأول : الرسالة و أصابع الجمر
---------------------------------
منذ وفاة اليكسيس ، بدت لى تلك السنوات الثلاث كأنها شتاء طويل ، كأنها أيام موغلة فى العبوس والتجهم 0 الشمس اشرقت لكننى لم أرها 0000 كأننى مرهونه لكل ما يلغى الحقيقة ! واليوم ، بعد أربع ساعات فى الطائرة التى اقلعت من مطار ليفربول الملتف بالضباب ، تغمرنى كل هه الاضواء 0 المدرج البراق وسقوف المبانى الامعة تبرز امام عينى واضحة فى سماء شديدة الزرقة 0 فى قاعة مطار اثينا الكبرى كانت الحقائب قربنا 0 نيكوس وانا ، فى انتظار والد الكسيس 0 كان كل شئ غريبا ، وجديدا ، الأصوات اليونانية ، والوجوة الواضحة الجلية ، والعيون الداكنة والنظرات السريعة 0 وأمام هؤلاء الناس النشيطين ، غمرنى شعور هامشى كأننى سأعرف بعد لحظات اننى تمكنت من العبور والرسو 0 شدى نيكوس بيدى فصرخت : ماذا تريد ؟
-انى عطشان 0 لم أرغب المجئ الى هنا ، لكن ،من أجل نيكوس فقط وافقت 0 كنت أخشى ان التقى للمرة الأولى والد زوجى وعائلته 0 واكثر من ذلك ، كنت ارفض التعرف الى رجل تخلى عن ابنه الذى رفض ان يترأس الشركة البحرية كرفيليس واختار طريقا مختلفا 0 والسيد كرفيليس لم يتصل بابنه منذ ان غادر ميلاينوس ، متوجها الى باريس 0 ثم الى انكلترا 0 لم يحضر أى فرد من العائلة حفلة زواجنا 0 وبعد سنة ، جاء اخوه لا شقيقة يدعى بول ، لحضور المأتم 0 وكنت فى ذلك الوقت فى المستشفى أعانى من نوبة عصبية انتابتنى بعد وفاة زوجى 0 استدارت فى حركة مفاجئة للتخلص من هذه الذكرى 0 واذا بى اصطدم برجل طويل القامة ، يتقدم منا 0 اعتذرت منه وشعرت باضطراب 0 لكنه تمسك بى ابتسم قائلا : هل انت السيدة كرفيليس ؟
-نعم 0 -أسمى مايك هاردينغ 0لقد تأخرت عن الموعد 0 حدثت بعض المشاكل التقنية فى المطار الخاص 0 افلت من قبضته وقلت : لابأس 0 نحن وصلنا لتونا ، أقدم لك ابنى ، نيكوس 0 نيكوس ، صافح السيد هاردينغ 0 مد نيكوس يده بتهذيب وتأمل هذا الرجل العملاق ذا الشعر النارى 0 كنت اتوقع ان يأتى للقائنا يونانى ذو بشرة سمراء ، او أحد وكلاء الشركة ، لا هذا الرجل الملتحى الذى يرتدى بذلة كاكية وقميصا زرقاء نصف مفتوحة ويعتمر قبعة من القش 0 تبادلنا النظرات وبدأ اللقاء قائلا : لم أتوقع أن ارى شابة مثلك ! كدت أشعر بالخجل لولا ابتسامته الودية ، فأجبته : وانا كذلك 0 لم اكن اتوقع لقاء رجل انكليزى 0 اليس جميع موظفى السيد كرفيليس من اليونانيين ؟
-انى من نيوزيلندا ، ولست موظفا لدى السيد كرفيليس 0 انما أنا احد رعايا فازيلى 0 -أحدالرعايا 0 -نعم 0 لقد اطلقنا على الجزيرة اسم مملكة فازيلى ، وانى اعمل فى مطارها الخاص 0 تناول الحقائب وقال : هيا بنا 0
شد نيكوس مرة اخرى بكم قميصى وراح يتوسل الى بنظراته 0 فقلت للطيار : لا أريد تأخيرك ، لكن 0 ألا يمكننا أن نشرب شيئا ؟ صحيح اننا تناولنا ما نريده فى الطائرة ، لكن نيكوس ما زال عطشانا 0 هل امامنا متسع من الوقت قبل ان تقلع الطائرة الى ميلاينوس ؟ -لسنا على عجلة الطيار هو صديق قديم وسينتظرنا 0 تبعنا الرجل العملاق الذى يحمل الحقائب من دون أى جهد ظاهر ، وبعد خمس دقائق ، كنا نجلس امام الطاولة وبين أيدينا ثلاث كؤوس من الليموناضة 0 سأل مايك : كم عمرك يا نيكوس ؟
-عمرى اربع سنوات 0 ثم التفت الى وتابع : اليس كذلك يا أمى ؟ -تقريبا اربع سنوات 0 رمقنى مايك بنظرة خاطفة ثم حول نظره عنى ، لاشك انه يفكر مثل الكثيرين 0 بأننى أرملة شابة 0 كنت فى الثالثة والعشرين من عمرى ، تزوجت فى التاسعة عشرة وترملت وأنا فى العشرين وما زلت وحيدة ، لكن هل فى امكانى ان احب مرة اخرى كما احببت الكسيس ؟
قال مايك : اذن 0 انت ولد كبير 0 لم يكن ما قاله مايك هو الحقيقة ، اذ ان نيكوس صبى صغير جدا بالنسبة الى عمره ، ونحيل وسريع العطب 0 انه هزيل ، هذا ما قالته السيدة باتس التى استأجرت غرفة فى بيتها 0 " من الصعب عليك ان تحافظى على صحته 0 خلال هذا الشتاء " 0 لم يكف نيكوس عن السعال ، وقد اقنعنى الطبيب بأن اغادر مدينة ليفربول 0 ان معاشى لايكفى لمعالجته فى حال اصابته بمرض خطير 0 كان يجب ان ابحث عن مكان صحى ودافئ ، فى جنوب انكلترا مثلا ، وفى احد الأيام من شهر اذار \ مارس 0 عندما بدأت الريح تعصف فى انتظار الربيع ، وصلتنى رسالة من السيد كرفيليس مكتوبة بلغة انكليزية صحيحة 0 وجاء فيها : العزيزة ستاسى 0 من الصعب الكتابة اليك ، لكنى اشعر باننى فى حاجة ماسة الى ان اتعرف اليك والى نيكوس 0 انت مستغربة ، بعد هذا الصمت الطويل الذى دام سنوات ، لكن ذلك كان سببه عناد وتصلب وقساوة رجل عجوز 0 انى آسف على كل شئ وارجو ان تسامحينى ،من أجل حبك لألكسيس 0 لقد احببت ابنى ، لكننا تشاجرنا 0 ولو امامنا متسع من الوقت ، لكنا تصالحنا واجتمعنا من جديد وكنا معا الآن 0
الأ ان القدر شاء ان يكون الوضع على ما هو عليه 0 بعد سنتين من مغادرته الجزر مات الكسيس فى حادث مؤلم ، واصبت انت بجراح 0 فجعت بالنبأ ولم استطيع تحمل رؤيته ميتا 0 لذلك لم احضر المأتم ، لكن ، لو تسنت لى رؤيتك من يدرى 0 فقد نصبح صديقين 0000 لكن الهوة اتسعت بيننا لقد رفضت مساعدتى احتراما لألكسيس 0 وانا لا الومك على هذا 0 انما العكس هو الصحيح ، انى احيى فيك شجاعتك وشهامتك وعزة نفسك 0 لكن هذا لن يوصلك الى التسامح والغفران ، انى اكتب اليك فى حزن واسف 0 فانى رجل عجوز ولن اعيش الى الأبد ، وامنيتى الوحيدة هى التعرف الى حفيدى الوحيد 0 هل بامكانى أن اطلب نمك نسيان الماضى والحضور الى ميلاينوس 0 انها موطنك وبيتك ، ان هذه الجزيرة هى جزيرة نيكوس وسيكون وريثها 0 ارجوك من صميم قلبى وبحرارة ان تردى على رسالتى 0

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع